"أطباء بلا حدود" تحذر من مجازر عرقية في الفاشر وسط تصعيد ميداني

"أطباء بلا حدود" تحذر من مجازر عرقية في الفاشر وسط تصعيد ميداني
الحرب في السودان- أرشيف

اتهم الجيشُ السوداني قواتِ الدعم السريع بشن قصف مدفعي عنيف على الأحياء السكنية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية ومعاناة آلاف الأسر الفارة من المعارك. 

وأفادت الفرقة السادسة مشاة بأن القصف استهدف مناطق تجمع المدنيين، بينما تحدثت تقارير ميدانية عن اعتداءات طالت النساء ونهب للممتلكات، مع حرمان الأطفال من مياه الشرب خلال عمليات النزوح، بحسب ما ذكرت لجان مقاومة الفاشر في بيان لها، الخميس.

وأطلقت لجان المقاومة تحذيرات متصاعدة بشأن التدهور الخطير في الأوضاع الأمنية والإنسانية في المدينة، مؤكدة أن الفاشر تعيش تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع التي تسعى لإسقاط آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور. 

ووصفت اللجان الوضع بأنه "تجاوز البعد الإنساني ليصبح ضرورة أمنية ووطنية"، مشيرة إلى أن السلطات لم تُظهر أي بوادر فعلية لإنهاء المعاناة أو حتى التجاوب مع المبادرات الدولية، بما فيها مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وحذرت اللجان من أن سقوط الفاشر سيكون بمثابة الضربة الأخيرة لوحدة السودان، معتبرة أن "الفاشر ليست مجرد مدينة محاصرة، بل هي خط الدفاع الأخير عن الدولة وفكرة الوطن"، مطالبة الحكومة بالتحرك الفوري لإنقاذ المدينة من السقوط في أيدي الميليشيا.

تحذير من مجازر عرقية

أعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلق بالغ إزاء التهديدات بشن هجوم شامل على الفاشر، محذرة من تكرار المجازر العرقية التي وقعت في غرب دارفور العام الماضي. 

وأشارت ماتيلد سيمون، المستشارة الإنسانية في المنظمة، إلى وجود نمط منهجي من العنف يشمل القتل الجماعي والعنف الجنسي والتجويع والنهب، مع استهداف ممنهج للأسواق والمرافق الطبية.

وفي تقرير حمل عنوان: "محاصرون وجوعى تحت وطأة الهجمات: فظائع جماعية في الفاشر وزمزم"، كشفت المنظمة أن قوات الدعم السريع شنت في أبريل الماضي هجومًا بريًا واسعًا على معسكر "زمزم" للنازحين، ما أدى إلى نزوح أكثر من 400 ألف شخص في أقل من ثلاثة أسابيع. 

وأفاد شهود عيان بأن بعض عناصر الدعم السريع تحدثوا علنًا عن نيتهم "تطهير الفاشر من غير العرب"، مما عزز المخاوف من جرائم تطهير عرقي واسعة النطاق.

وأضاف التقرير أن المنظمة اضطرت لتعليق أنشطتها الطبية في الفاشر منذ أغسطس 2024، وفي "زمزم" منذ فبراير 2025، بعد تعرض المرافق الصحية لأكثر من سبع هجمات خلال شهر واحد فقط. ودعت المنظمة إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وتسهيل مرور المدنيين، ووقف العنف العرقي فورًا.

استعادة مدينة "الخوي"

وفي تطور ميداني متصل، أفادت مصادر عسكرية بأن القوات المسلحة السودانية تنفذ عمليات ناجحة على مشارف مدينة الخوي، في ولاية غرب كردفان، استعدادًا لاستعادتها من قبضة قوات الدعم السريع. 

وأكدت المصادر أن الجيش نصب كمينًا محكمًا كبّد قوات الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

وكانت الخوي قد سقطت بيد قوات الدعم السريع في 3 مايو الماضي، ثم استعادها الجيش لفترة وجيزة قبل أن يفقدها مجددًا. 

وتقع المدينة على بعد نحو 100 كيلومتر من مدينة الأبيض، وهي محطة استراتيجية في ممر إمداد الدعم السريع الممتد من دارفور إلى الخرطوم عبر ولايات كردفان.

وأشارت التقارير إلى أن عشرات الأسر لا تزال تفر من الخوي باتجاه مدينة الأبيض، بحثًا عن الأمان، وسط استمرار المعارك والاشتباكات في محيط المدينة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية